Admin Admin
عدد المساهمات : 102 نقاط : 952 تاريخ التسجيل : 14/08/2009
| موضوع: ليلة القدر خير من ألف شهر الأربعاء سبتمبر 09, 2009 7:24 pm | |
| ليلة القدر
احتفل ويحتفل المسلمون بليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم. وقد اختلف المسلمون في أي الليالي هي، وأشهر الأقوال أنها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، إلا أننا أُمرنا أن نتحراها- أي:نتوقعها-في الأيام الفردية من الأيام العشرة الأخيرة في رمضان،أي ليالي 21،23،25،27،29 من رمضان. وليلة القدر هي ليلة الشرف وعلو المكانة، وهي خير من ألف شهر، قال الله عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فيما نزلت أول آية من القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في غار حراء بعيدًا عن الناس، نزل قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). ثم توالى نزول القرآن الكريم رحمة للعالمين وهداية للناس أجمعين، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). وعن ليلة القدر روي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دعا أصحابه فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر من رمضان، فقال ابن عباس لعمر: إني لأعلم أي ليلة القدر هي، فقال عمر: وأي ليلة هي؟ فقال: سابعة تمضي أو سابعة تبقى، من العشر الأواخر، فقال عمر: من أين علمت ذلك؟، قال ابن عباس: خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام، وإن الشهر يدور على سبع، وخلق الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له. وسميت ليلة القدر بهذا الاسم لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والأعمار وكل شيء في العالم، قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، وسميت كذلك لعظم قدرها وشرفها، ولأنها تكسب من أحياها قدرًا عظيمًا لم يكن له قبل ذلك وتزيده شرفًا عند الله تعالى، ولأن العمل في هذه الليلة له قدر عظيم. وقد خص الله -سبحانه وتعالى- أمة الإسلام بهذه الليلة المباركة، وأخفاها عنهم رحمة بهم، حتى يزيدوا في طاعته بانتظارهم لها وترقبها في العشر الأواخر من رمضان. وليلة القدر لها علامات تعرف بها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة، وكأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ"النسائي. وفي هذه الليلة يكثر نزول الملائكة إلى الأرض، ويكثر فيها نزول الرحمات والعمل فيها خير من عمل ألف شهر، وصيامها وقيامها خير من عبادة ألف شهر. وليلة القدر سلام حتى مطلع الفجر، لذلك أحرص على أن أجد واجتهد لكي أنال بركة هذه الليلة، فأنا أعلم أنه لن ينال كسلان أو غافل ثوابها وبكرتها، وأن الذي يراقب الله فيقوم ليله ويصوم نهاره، ويتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار ويعتكف في مسجد الله يسبحه ويستغفره ويدعوه، ويرجو رحمته ويخشى عذابه، هو الذي سيفوز بهذه الليلة وبركتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه. وفي هذه الليلة أدعو ربي قائلا: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله..إن وافقتُ ليلة القدر فماذا أدعو؟ فقال صلى الله عليه وسلم لها:" قولي:اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"الترمذي والنسائي. فينبغي علينا جميعا أن لا ندع فرصة هذه الليلة العظيمة التي يستجاب فيها الدعاء تفوتنا،بل نحييها بالصلاة والقيام والدعاء لأنفسنا ولأهلنا وللمسلمين في كل مكان. أضف إلى معلوماتك رزق ساقه الله إليك كانت أم إسحاق -رضي الله عنها- عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فأحضر رجل وعاء فيه طعام وعليه بعض اللحم، فأكل منه النبي -صلى الله عليه وسلم -وأكلت معه أم إسحاق حتى شبعت … ثم قطع النبي -صلى الله عليه وسلم- قطعة من اللحم وناولها أم إسحاق، فتذكرت أم إسحاق أنها كانت صائمة ولكنها نسيت، وأكلت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فترددت في أن تأخذ اللحم منه صلى الله عليه وسلم، وأخذت تفكر، تمد يدها وتؤخرها، فسألها النبي -صلى الله عليه وسلم: مالك؟ فأجابت: كنت صائمة، فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن، بعدما شبعت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أتمي صومك فإنما هو رزق ساقه الله إليك" أحمد
الفتح الأكـبر كلما جاء شهر رمضان هبَّت علينا نسائم الرحمة والانتصارات الكبيرة التي نصر الله -سبحانه- المسلمين فيها. ومن هذه الانتصارات: فتح مكة. ففي شهر ذي القعدة سنة 6 للهجرة خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى مكة لأداء العمرة، فلما علمت قريش بذلك تجمّعت لصدّ المسلمين عن بيت الله الحرام، وبعد محاولات ومحاورات بين الطرفين اتفقا على صلح بينهما سمي بصلح الحديبية، وشروطه هي: - وقف الحرب بين الطرفين لمدة عشر سنوات. - من يذهب إلى المسلمين من قريش يردّه رسول الله، ومن يذهب إلى قريش من المسلمين لا يُردّ. - أن يرجع المسلمون عن مكة هذا العام، ويأتوا في العام القادم، ويمكثوا في مكة ثلاثة أيام فقط، ليس معهم سلاح إلا السيوف يدفعون بها عن أنفسهم شر الطريق. - من أراد من القبائل أن يدخل في عهد المسلمين فليدخل، ومن أراد أن يدخل في عهد قريش فليدخل، فدخلت خزاعة في عهد المسلمين، ودخلت بكر في عهد قريش. ولكنّ قريشًا نقضت العهد؛ حيث ساعدت قبيلة بكر في حربها ضد خزاعة، وأحسّت قريش بخيانتها، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة؛ ليقوم بتجديد الصلح مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويزيد في مدّته، ولكنه فشل في ذلك، وعاد إلى مكة خائبًا. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد عزم على فتح مكة، فأخذ يُعِدّ العدّة لذلك في سرية وخفاء. وفي اليوم العاشر من شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة تحرّك عشرة آلاف صحابي تحت قيادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفتح مكة، وخرجوا من المدينة وهم صائمون، وفى الطريق إلى مكة، قابل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمه العباس مهاجرًا مع أهله إلى المدينة، فصَحِب العباس رسول الله في سيره إلى مكة، بينما تابع أهله طريقهم إلى المدينة. وفى مرّ الظهران نزل الجيش المسلم، وكان الليل قد دخل، فأمر رسول الله بإيقاد النار، فأوقد الجيش نارًا عظيمة، مما أدخل الرعب في قلوب المشركين. وتحرّك الجيش، ودخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، واتجه إلى ذي طوى، وخرّ ساجدًا شكرًا لله -سبحانه وتعالى- على ما أكرمه به من العزة وذلّ الكافرين. وفي ذي طوى قسم رسول الله الجند، فسار الزبير بن العوام بجزء من الجيش، وانطلق سعد بن عبادة بقسم آخر، ثم أخذ علي بن أبي طالب الراية، ودخل خالد بن الوليد مكة من جانب آخر، وسار أبو عبيدة بن الجراح بين يدي رسول الله حتى نزل أعلى مكة. ولم يلق المسلمون أية مقاومة تُذكَر أثناء دخولهم مكة سوى بعض المناوشات بين خالد بن الوليد وبعض رجال قريش هرب المشركون بعدها، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بألا يقاتلوا إلا من قاتلهم. وبعد أن هدأت أوضاع الناس دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد الحرام وحوله الأنصار والمهاجرون، ثم طاف بالبيت وفي يده قوس، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، فأخذ يطعنها بالقوس، ويقول: (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا). وأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- مِفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، وفتحها ثم دخلها، فرأى صورًا فمحاها، وحطّم الأصنام، ثم صلى في داخلها، وخرج فوجد المسجد قد امتلأ بأهل مكة ينتظرون مصيرهم، فخطب فيهم، ثم قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم"؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم. اذهبوا فأنتم الطلقاء". ثم أعطى رسول الله مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة. وتمّ فتح مكة، وكان لهذا الفتح أثر كبير في تاريخ البشرية، فقد قضى على الأوثان والشرك في مكة تمامًا، وتسابقت الشعوب والقبائل إلى الدخول في الإسلام، ودخلت الجزيرة العربية بأكملها في دين الله، وبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بعث الرسل إلى البلاد المجاورة. ووضع النبي -صلى الله عليه وسلم- الأسس الخالدة التي قامت عليها الفتوحات الإسلامية، مثل عدم الاعتداء على المدنيين، وعدم قطع شيء من النبات بلا فائدة، والعفو والصفح عند المقدرة. أضف إلى معلوماتك: نزول القرآن في غار حراء. وفاة أبي طاب عم الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من البعثة. في 10 رمضان في السنة العاشرة من البعثة توفيت خديجة رضي الله عنها فكان هذا عام الحزن. في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة وقعت غزوة بدر. وفي نفس السنة في رمضان فرضت زكاة الفطر. في 21 رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان فتح مكة. وفي نفس السنة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم الأصنام ومنها العزى, وبعث كذلك عمرو بن العاص لهدم سواع، وبعث سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة فأدى كل منهم مهمته بنجاح. في السنة التاسعة كانت غزوة تبوك. في السنة العاشرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم الأمام علي كرم الله وجهه في سرية من المسلمين إلى بلاد اليمن وخاصة قبيلة همدان التي أسلمت جميعها في يوم واحد وصلوا خلف الأمام علي كرم الله وجهه. في السنة الحادية عشر توفيت الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. 17 رمضان عام 40هـ قتل الأمام علي كرم الله وجهه. عام 53هـ. فتح العرب جزيرة رودس. عام 58هـ. توفيت زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ودفنت بالبقيع. عام 91هـ. نزول المسلمون إلى الشاطئ الجنوبي لبلاد الأندلس وغزوا بعض الثغور الجنوبية. عام 92هـ. انتصر القائد المسلم طارق بن زياد على الملك رودريك في معركة فاصلة
صغير بلاط الشهداء (بواتييه) في مثل هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك سنة 114هـ/ 732م، كانت موقعة بلاط الشهداء (تور أو بواتييه). فما هي هذه الموقعة؟ وكانت بين مَنْ؟ وما نتائجها؟ هذه هي الحكاية. نور الإسلام الذي أضاء معظم آسيا وأفريقيا أيام الدولة الأموية، لم يقف عند هذه الحدود الجغرافية، وإنما امتد حتى جنوب أوروبا. فالقادة المسلمون الفاتحون لم يتوقفوا عند الأندلس فحسب، بل دفعهم الحماس لدينهم إلى عبور جبال البرانس الفاصلة بين الأندلس وفرنسا؛ ليبشروا بهذا الدين العظيم، دين الإنسانية، ودين العلم والحضارة. كان أول مَنْ فكر في هذا الأمر القائد العظيم موسى بن نصير، الذي أراد دخول فرنسا ثم باقي أوروبا، حتى يصل إلى القسطنطينية - عاصمة الدول البيزنطية- من الغرب. وظلت فكرة فتح فرنسا حلمًا يراود كل القادة المسلمين، حتى قام بالفعل والي الأندلس "الحر بن عبد الرحمن الثقفي" بدخول جنوب فرنسا، وجعل مدينة "أربونة" قاعدة لمن أراد من المسلمين فتح أوروبا. وخلف "السمح بن مالك" والي الأندلس "الحر بن عبد الرحمن" فعبأ جيوشه لغزو فرنسا، وما إن وصل إلى غرب فرنسا، حيث يجري نهر الجارون، حتى تصدى له القائد الفرنسي "أودون" في معركة قرب "طولوشة"، استهد فيها القائد "السمح بن مالك"، وانهزمت الجيوش المسلمة، ورجعت إلى أربونة. ولم تضعف للمسلمين عزيمة، ولم تلن لهم قناة، وبرغم الصعوبات والمشاق التي اعترضتهم، فإنهم لبوا نداء القائد "عبد الرحمن الغافقي"، حين دعاهم للجهاد ونشر نور الإسلام في أنحاء العالم، وأعلن الجهاد في الأندلس وشمال إفريقيا. وجاء المجاهدون من كل حدب وصوب إلى القائد عبد الرحمن الغافقي. وتحرك الجيش المسلم في عدة وعدد ترهب أعداء الإسلام، وما مر ببلدة بفرنسا إلا وامتلأت قلوب أهلها هلعًا ورعبًا وخوفًا حتى وصل المسلمون إلى بلدة بواتييه، والتي تبعد عن باريس 70 كيلو مترًا. وكان خوف الفرنسيين نتيجة الإشاعات والدعاية الكاذبة عن المسلمين والإسلام من قبل اليهود والقسيسين أصحاب المنفعة في أن تظل البلاد بعيدة عن الإسلام. وعند بواتييه، أعلن "شارل مارتل" النفير العام، لمواجهة زحف المسلمين نحو أوروبا، وأرسل له بابا الكنيسة جيشًا؛ ليشد أزره، ففاق عددهم عدد المسلمين. والتقى الجيشان في منطقة قد غُطت بالغابات والأحراش، وهناك دارت رحى معركة طاحنة، استمرت عدة أيام، أحسن فيها المسلمون البلاء والقتال، ولولا هطول الأمطار المستمر، الذي أعجز خيول المسلمين عن الثبات، وكثرة الغابات والأحراش لانتصر المسلمون. ولكن سقوط القائد عبد الرحمن الغافقي شهيدًا مع صفوة من جنده، اضطر المسلمين للانسحاب من أرض المعركة في جنح الظلام، تاركين وراءهم ذكرى أليمة، وأملاً قد تحطم أمام أعينهم طالما راودهم في نشر الإسلام في ربوع أوروبا. وأطلق المسلمون على هذه المعركة اسم "بلاط الشهداء" لكثرة شهداء المسلمين فيها. وهكذا توقفت فتوحات المسلمين ناحية الغرب بعد هذه المعركة. واستمرت عصور الظلام تخيم على أوروبا، بينما المناطق التي فتحها المسلمون في الأندلس شهدت تقدمًا حضاريًا وعلميًا عريقًا، كان نقطة الانطلاق في التقدم التكنولوجي والعلمي الحالي. أضف إلى معلوماتك: أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان أبي قحافة العتيق الصديق. أما العتيق فهو الجميل، الغاية في الجود والخير، وأما الصديق فهو الذي يصدقه الناس ولا يكذبونه، والذي أسرع إلى تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه. ولد بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعامين وبضعة أشهر. كان أول مؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم من الرجال البالغين. كان هو وحده رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى يثرب، وصاحبه في الغار. هو والد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. من العشرة المبشرين بالجنة. كان أول خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. تولى الخلافة عام 10 من الهجرة واستمر فيها سنتين وثلاثة أشهر. من أكبر فضائله في التاريخ أنه جمع المصحف بعد أن كان أشتاتًا في الرقاع، ومحفوظًا في الصدور. حارب المرتدين عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ليوحد شمل المسلمين ويؤلف صفوفهم . تزوج في الجاهلية: قتلة، وأم رومان، وفي الإسلام: أسماء وحبيبة، وتوفي وكانت حبيبة حاملاً. كان لأبي بكر من الولد ستة: ثلاثة بنين وثلاثة بنات أما البنون هم: عبد الله وعبد الرحمن، ومحمد، وأما البنات فهن: أسماء ، وعائشة أم المؤمنين وأم كلثوم. توفي وعمره 63 عامًا مثل عمر النبي صلى الله عليه وسلم حين توفى وكان ذلك عام (13هـ-634م). دفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة رضي الله عنها
صغير عين جالوت شعبان قزامل في اليوم الخامس عشر من رمضان سنة 658هـ وقعت موقعة عين جالوت، والتي انتصر فيها المسلمون بقيادة الأمير"قطز" على التتار، وتم توحيد مصر وبلاد الشام. بداية الحكاية: ظل العالم الإسلامي يتصدى لحملات الصليبية الشرسة على مدى قرنين من الزمان، والتي بدأت من سنة 490هـ/ 1096م، وظلت تتدفق على شواطئ الشام ومصر في محاولة للسيطرة على رأس الحربة في بلاد المسلمين، ومن ثم القضاء على الإسلام والمسلمين. وما إن انتهت تلك الحملات حتى ظهر على الساحة الإسلامية خطر عظيم، لا يقل ضراوة عن خطر الحروب الصليبية؛ إنه خطر المغول والتتار، الذين لم يهددوا العالم الإسلامي فحسب، بل هددوا العالم بأسره. والمغول كانوا شعبًا بدائيًا، عاش في هضبة منغوليا بجوار الدولة الخوارزمية الإسلامية، والتي كانت على علاقة طيّبة بالمغول، ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بينهم لمقتل بعض تجار المغول. فخرج "جنكيز خان" ملكهم بجيوشه لمحاربة المسلمين، فما دخل قرية إسلامية إلا وأحرقها، وقتل سكانها الأبرياء. واستمر المغول في زحفهم المدمر حتى دخلوا بغداد عاصمة الخلافة العباسية، واستطاع "هولاكو" -حفيد جنكيز خان- إسقاط الخلافة العباسية، وقتْل الخليفة العباسي سنة 1258م، وتدمير بغداد عاصمة الخلافة. وواصل هولاكو تقدمه، فاستولى على حلب ودمشق، ولم يبق أمامه إلا مصر، حصن الإسلام المنيع، وكنانة الله في أرضه، فأرسل هولاكو رسالة تهديد لحاكم مصر آنذاك السلطان "سيف الدين قطز"، ويطلب منه الاستسلام، فأبى السلطان قطز، وأخذ يعد جيوشه، ويستعرضها في شوارع القاهرة ليرفع به من معنويات المسلمين. وأرسل قطز قوة استطلاعية بقياد "بيبرس" الذي استطاع أن يهزم إحدى الفرق المغولية، ووصل الجيش المصري المسلم بقيادة قطز إلى عين جالوت في شهر رمضان من سنة 658هـ، وهناك دارت تلك المعركة الفاصلة بين الفئة المؤمنة وأهل البغي والفساد من المغول، وحقق المسلمون نصرًا ساحقًا على جيش المغول، وأسروا قائدهم، وأمر "قطز" بقتله. وانتهت بانتهاء معركة عين جالوت أسطورة الجيش المغولي الذي لا يقهر، واستطاع المسلمون إنقاذ العالم كله من همجية المغول وخطرهم، والذين أخذوا يفرون إلى ديارهم وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة في عين جالوت. وكانت هذه المعركة البداية لدولة المماليك في مصر والشام. أضف إلى معلوماتك
بائعة اللبن في إحدى الليالي خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ومعه خادمه "أسلم"، ومشيا في طرقات المدينة يتعسسان ويطمئنان على أحوال الناس. وبعد مدة شعرا بالتعب من كثرة المشي، فوقفا يستريحان بجوار أحد البيوت، فسمعا صوت امرأة عجوز داخل هذا البيت تأمر ابنتها أن تخلط اللبن بالماء، قبل أن تبيعه للناس، فرفضت الابنة أن تغش اللبن بالماء، وقالت لأمها: إن أمير المؤمنين نهى أن يُخلط اللبن بالماء، وأرسل مناديًا ليخبر الناس بذلك. فألحت الأم في طلبها، وقالت لابنتها: أين عمر الآن؟! إنه لا يرانا. فقالت الابنة المؤمنة الأمينة: إذا كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا، وهل نطيع أمير المؤمنين أمام الناس ونعصيه في السر؟! فسعد أمير المؤمنين بما سمعه من هذه الفتاة، وأعجب بإيمانها وأمانتها. وفي الصباح سأل عنها، فعلم أنها أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله الثقفي، وعرف أنها غير متزوجة، فزوّجها لابنه عاصم، وبارك الله لهما، فكان من ذريتهما الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-. إنها الأمانة، ذلك الخلق الجميل، فما أجمل أن يراعي المسلم أمانته مع ربه -عز وجل- ومع نفسه، ومع الناس، مستجيبًا لأمر الله -سبحانه- في قوله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا). فالأمانة خلق كريم يدل على الورع والإخلاص ومراقبة الله -عز وجل- وسائر الأخلاق الحسنة
يوم عمورية مع أيام شهر رمضان المبارك تهلّ علينا ذكرى انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في سبيل نشر دين الله - عز وجل -. ومن هذه الانتصارات انتصار المسلمين على الروم في موقعة عمورية في رمضان سنة 223هـ. فقد طمع "تيوفيل بن ميخائيل" ملك الروم في بلاد المسلمين، خاصة عندما علم أن جنود المسلمين جميعهم في أذربيجان يواصلون فتوحاتهم. فأخذ يعبئ الجنود، وخرج قائدًا على مائة ألف من الروم لقتال المسلمين، فوصل إلى حصن "زبطرة"، فقتل الأطفال والشيوخ، وخرّب البلاد، وأسر النساء وسباهن، وانتهك أعراضهن وحرماتهن، ومثّل بكل من وقع في يده من المسلمين. وكان من ضمن النساء امرأة اقتادها جنود الروم للأسر، فصرخت هذه المرأة، وقالت: "وامعتصماه". فلما وصل الخبر إلى "المعتصم" خليفة المسلمين استشاط غضبًا، وأخذته الحمية والغضب لله، وقال: "لبيك". وأخذ في الاستعداد، وجمع الجنود، وأعدّ العدة، وخرج على رأس جيش لنجدة المسلمين، وعسكر بهم في غربي نهر دجلة. وبعث "المعتصم" عجيف بن عنبة وعمرًا الفرغاني لنجدة أهل زبطرة. فوجدا أن الروم كانوا قد رحلوا عنها بعد الفواحش الكثيرة التي ارتكبوها بأهلها. ولكن المعتصم أصرّ على تتبع الروم وعدم الرجوع عن قتالهم، فسار إلى بلادهم، وسأل عن أقوى حصونها، فعلم أنها عمورية؛ حيث لم يتعرض لها أحد من القادة المسلمين من قبل، وأنها أفضل عند الروم من القسطنطينية نفسها، فصمّم أمير المؤمنين المعتصم على فتح هذه المدينة، رغم ما تلقاه من تحذيرات المنجمين وتخويفهم له من أن ذلك الوقت ليس وقت فتح عمورية؛ إذ قال له المنجمون: "رأينا في الكتب أن عمورية لا تفتح في هذا الوقت، وإنما وقت نضج التين والعنب". لكن المعتصم لم يستجب لهم، ولم يرضخ لخرافاتهم، وقرر فتح عمورية. أقام المعتصم على نهر سيحان، وأمر أحد قادته وهو "الإفشين" أن يدخل بلاد الروم عن طريق "الحدث"، كما أمر "أشناس" أن يدخل عن طريق "طرسوس"، وحدد لهما يومًا يلتقيان فيه عند أنقرة. واجتمع الجيش عند أنقرة، ثم دخل المدينة، وسار حتى وصل عمورية، ونظّم المعتصم الجيش، فجعل نفسه في القلب، و"الإفشين" على الميمنة، و"أشناس" على الميسرة، وقام الجيش الإسلامي بحصار المدينة حصارًا شديدًا، حتى استطاع أن يُحدث ثغرة في سورها، فاندفع الجنود داخل المدينة، وحاربوا بكل قوة وشجاعة؛ حتى سيطروا على المدينة، وانتصروا على الروم. وهكذا تم فتح أصعب الحصون الرومانية، مما كان له أكبر الأثر في نفوس المسلمين، حيث قويت معنوياتهم، وسهل لهم استمرار الفتوحات في شرق أوروبا. كما أضعف هذا النصر من معنويات الروم، لأنه أظهر لهم قوة المسلمين وشجاعتهم، وأنهم أصبحوا قوة لا يستهان بها، ويخشى الأعداء بأسها. كذلك عايش بعض الروم الحياة الإسلامية، وأعجبوا بأخلاق المسلمين وطهارة سيرهم، وعظمة دينهم، فدخلوا في الإسلام، بعد أن شعروا برحمته وعدله. وقد خلّد الشاعر أبو تمام هذا النصر بقصيدة عظيمة، قال في أولها: السيف أصدق أنباء من الكتب في حدِّه الحـدُّ بين الجـدِّ واللعـب وجاء فيها: فَتْحُ الفتوح تعالى أن يحيط به فتحٌ تَفَتَّح أبوابُ السماء له يا يوم وقعة عمورية انصرفت أبقيتِ جدَّ بنى الإسلام في صَعَدٍ نظم من الشعر أو نثر من الخُطَبِ وتبرز الأرضُ في أثوابها القُشُبِ عنكِ المُنى حُفّلاً معسولةَ الحَلَبِ والمشركين ودارَ الشرك في صبَبِ أضف إلى معلوماتك الراعي الأمين خرج عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- مع رفيق له في سفر. وبعد سير طويل شعرا بالتعب، فجلسا يستريحان بجوار سفح جبل. وبينما هما جالسان مر بهما راعي غنم يسوق غنمه، فناداه عبد الله، وسأله: أنت راع لهذه الأغنام؟ أجاب الراعي: نعم. فقال له عبد الله: بع لي شاة من أغنامك. فقال الراعي: هذه الأغنام ليست ملكي، بل إنني أرعاها لسيدي. فأراد عبد الله أن يختبر أمانة الراعي، فقال له: قل لسيدك قد أكلها الذئب. فقال الراعي: أيها الرجل! إن قلت ذلك لسيدي لأنه لا يراني، فماذا أقول لله الذي يراني إن سألني عنها يوم القيامة؟! فأعجب عبد الله -رضي الله عنه- بما قاله الراعي، وبكى من خشية الله.ر ثم علم أن هذا الراعي مملوك، فأسرع إلى سيده، واشتراه منه، وأعتقه، واشترى الغنم، وأعطاها لذلك الراعي مكافأة له على أمانته وإيمانه
التراويـح
ليالي شهر رمضان حافلة بالخير، والمسلم الذاكر هو الذي يحييها بالقيام، ليفوز بمغفرة الله ورضوانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" [البخاري]. ومعنى "إيمانًا" أي تصديقًا بوعد الله تعالى، و"احتسابًا" أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه. ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان. والتراويح: هي الصلاة التي يؤديها المسلمون جماعة بعد صلاة العشاء. وقد سنَّها الرسول صلى الله عليه وسلم حين صلى بأصحابه ليلتين أو ثلاثًا، ثم تركها خشية أن تفرض عليهم، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيمًا، فعلها الصحابة فرادى، حتى جمعهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- على الصلاة خلف أبي بن كعب - رضي الله عنه- . ذات ليلة من ليالي رمضان، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وكان هناك عدد من الناس، فصلى بهم ثماني ركعات، ولما أصبح الناس تحدثوا عن هذه الصلاة. وفي تلك الليلة، اجتمع في المسجد أناس أكثر ممن كانوا في الليلة السابقة، فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات، وتكرر ذلك في الليلة الثالثة. وفي الليلة الرابعة، اجتمع عدد كبير من الناس في المسجد، حتى امتلأ عن آخره. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من بيته في هذه الليلة، وظل الناس ينتظرون حتى حان وقت صلاة الفجر، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم صلاة الفجر، فلما انتهت الصلاة، نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس، وقال لهم: "أما بعد.. فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها". [البخاري]. ومرت سنوات، وفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- وفي شهر رمضان، دخل أمير المؤمنين المسجد النبوي ذات ليلة، فوجد الناس يُصلون صلاة التراويح؛ وكان منهم من يصلى وحده، ومنهم من يُصلي في جماعة، فلما رأى عمر ذلك قال: إني أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل (أي من الأفضل أن يصلوا في جماعة واحدة وخلف إمام واحد). ثم أمرهم أن يصلوا جميعًا في جماعة واحدة خلف أُبي بن كعب - رضي الله عنه- فكانوا يصلون خلفه التراويح بعد العشاء. وفي ليلة أخرى من ليالي رمضان ، دخل عمر المسجد، فوجد الناس يصلون خلف أُبيّ، ففرح وانشرح صدره، وأثنى على طاعتهم، ولكنه كان يفضل أن يصلي صلاة التراويح في الثلث الأخير من الليل في بيته". [البخاري]. والتراويح جمع: ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام، وسميت بالتراويح لاستراحة المصلين عند أدائها بعد كل عدد من الركعات. وتصلى صلاة التراويح: ركعتان ركعتان، فلو صلى أربع ركعات - كالصلاة المفروضة - بتسليمة واحدة لم يصح. وتكون صلاة التراويح جماعة في المسجد أو انفرادًا بالبيت، ويفضل صلاتها جماعة في المسجد عند بعض الفقهاء، ويفضل صلاتها بالبيت عند بعض الفقهاء الآخرين. وبعض المسلمين يصلون التراويح إحدى عشرة ركعة، وبعض آخر يصلي ثلاثا وعشرين، وبعض ثالث يصلي إحدى وأربعين. ومن صلى بإحدى عشرة ركعة فقد اهتدى بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، قالت السيدة عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" [البخاري]. وصلاة التراويح سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يواظب المسلمون عليها، فترى بيوت الله تزدحم بالمصلين في ليالي رمضان، وقد رحم الله - عز وجل- أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي كان أول من فكر في إنارة المساجد في رمضان؛ ليستطيع المسلمون في الشهر المبارك من إقامة صلاة التراويح، إضافة إلى إحياء شعائر الدين الحنيف. وقد مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- في إحدى ليالي رمضان على المساجد فوجدها مزدانة ومضاءة بالقناديل من الداخل ومن الخارج، فقال: نور الله على عمر بن الخطاب في قبره، كما نور علينا مساجدنا". أضف إلى معلوماتك مالك بن أنس - ولد بالمدينة المنورة عام 93هـ من أبويين عربيين من أصل يماني. - حفظ القرآن وهو صغير وكانت أمه أشد المتحمسين لتعليمه وقد عنيت بثيابه ومظهره الخارجي واختارت له احسن المعلمين، ووجهته نحو العلماء وساعدته على التنقل في مجالسهم. - كان يدرس العلم في المسجد النبوي وقد اختار من المسجد المكان الذي كان عمر بن الخطاب يجلس فيه، كما اتخذ من الدار التي كانت لعبد الله بن مسعود دارًا له. - كلفه المنصور بتدوين كتاب في الفقه والحديث فاستجاب وصنف كتاب (الموطأ) وهو أول كتاب من نوعه تم تدوينه وهو كتاب فقه وحديث، ذكر فيه الأمام مالك المواضيع الفقهية ومع كل موضوع الأحاديث الواردة حوله، ثم وضع عمل أهل المدينة، ثم آراء وفتاوى الصحابة والتابعين. - وتوفي الأمام مالك عام 179هـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورضي عنه صغير العشر الأواخر والاعتكاف
أصدقائي: ونحن نبدأ من الليلة العشرة أيام الأخيرة من رمضان، دعوني أذكركم بفضل هذه الأيام، كما أخبرنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان: "هو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار". وشهر رمضان كله خير وبركة، والمسلم يجتهد ويجد في هذا الشهر الكريم؛ لينال من هذا الخير، ويزيد في عبادته في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ لأن فيها الخير الكثير والكثير، ولها من الفضل الوفير، وفيها ليلة القدر. ونحن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ عن السيدة عائشة-رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان مالا يجتهد في غيرها" [مسلم]. وقالت أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره" [البخاري ومسلم]. ومما يدل على فضل العشر الأواخر من رمضان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله فيه للصلاة والذكر؛ حرصًا على اغتنام هذه الليالي المباركة، بما هي جديرة به من العبادة، فإنها فرصة العمر، وغنيمة لمن وفقه الله - عز وجل- وينبغي على المؤمن العاقل ألا يفوّت هذه القصة الثمينة على نفسه وأهله، فما هي إلا ليالٍ معدودة، ربما يدرك الإنسان فيها رحمة من رحمات الله-عز وجل- فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة. ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان: الاعتكاف، وهو لزوم المسجد، والمكث فيه فترة معينة؛ بنية التقرب إلى الله- تبارك وتعالى - وهو سنة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان، ويستحب الاعتكاف في غيرها، قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها -:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر في رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه بعده". [البخاري ومسلم]. وقالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة ايام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرينًا" [البخاري]. وكما أن الصيام ورع للقلب يقيه شرور الإسراف في الطعام والشراب، فكذلك الاعتكاف ينطوي على سر عظيم، وهو حماية العبد من آثار ارتكاب الذنوب. وعن الحسين بن علي - رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: "من اعتكف عشرًا في رمضان كان كحجتين أو عمرتين". وفي العشر الأواخر توجد ليلة القدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان" [البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" [البخاري]. وليلة القدر خير من ألف شهر، أنزل الله فيها القرآن الكريم، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسًا لم يعطهن نبي قبلي، أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر إليه الرحمن لم يعذبه أبدًا، وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يُمْسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة فإن الله يأمر جنته فيقول لها استعدي وتزيني لعبادي، يوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة فإذا كان آخر ليلة من رمضان غفر الله لهم جميعًا". فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر يا رسول الله؟ فقال: لا.. ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم". [أحمد والبيهقي والبزار]. وعن علي بن عروة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أربعة من بني إسرائيل، عبدوا الله ثمانين عامًا لم يعصوه طرفة عين، فذكر أيوب، وزكريا، وحزقيل بن العجوز، ويوشع بن نون، قال: فعجب أصحاب رسول الله من ذلك، فأتاه جبريل فقال: يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين، فقد أنزل الله خيرًا من ذلك، فقرأ عليه: "إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر". أضف إلى معلوماتك رحمة الله تعالى كانت مدة الإفطار تبدأ من غروب الشمس، وتستمر حتى أذان العشاء فقط، وكان المسلمون إذا نام أحدهم ساعة الإفطار دون أن يفطر واصل الصيام إلى اليوم التالي. وذات يوم، كان رجل من الأنصار صائمًا، ولما غربت الشمس ذهب إلى بيته كي يفطر، فلم يجد طعامًا، فنام من شدة التعب والإرهاق، وذهبت زوجته لتحضر الطعام، فلما عادت وجدته نائمًا، فأيقظته كي يأكل، لكنه واصل الصيام؛ لأن وقت العشاء كان قد حان. وفي اليوم التالي، ذهب ليعمل، فوقع على الأرض من شدة الجوع والتعب، فأخبر الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ونزل قول الله تعالى: "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" [البقرة: 187]. فأصبحت مدة الإفطار من الغروب، وحتى أذان الفجر، وذلك من رحمة الله تعالى بالمسلمين
العابد والشجرة
يحكى أنه كان في بني إسرائيل رجل عابد، فجاءه قومه، وقالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة، ويشركون بالله، فغضب العابد غضبًا شديدًا، وأخذ فأسه، وذهب ليقطع الشجرة. وفي الطريق، قابله إبليس في صورة شيخ كبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد: أريد أن أذهب لأقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك تقطعها. وتشاجر إبليس مع العابد، فغلب العابد إبليساً، وأوقعه على الأرض، فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير لك، فأنت فقير لا مال لك، فارجع عن قطع الشجرة، وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين.فوافق العابد. وفي اليوم الأول.. أخذ العابد دينارين، وفي اليوم الثاني أخذ دينارين. ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين، فغضب العابد، وأخذ فاسه، وقال: لا بدأن اقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة شيخ كبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد: سوف اقطع الشجرة. فقال إبليس: لن تستطيع، وسأمنعك من ذلك. فتقاتلا، فغلب إبليس العابد في هذه المرة، وألقى به على الأرض. فتعجب العابد من أمره- كيف استطاع أن يهزم هذا الرجل في المرة الأولى بسهولة، وفي هذه المرة يُهزم منه بنفس السهولة. سأل العابد إبليساً: كيف غلبتني هذه المرة؛ وقد غلبتك في المرة السابقة؟ فقال إبليس: لأنك غضبت في المرة الأولى لله تعالى، وكان عملك خالصًا له، فأمكنك الله مني، أما في هذه المرة، فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتك وغلبتك. هذه القصة الرائعة تدلنا إلى أن طريق الإخلاص في العمل هو أقصر الطرق لتحقيق الهدف والغاية. فالمخلص في عمله وفعله وقوله وإيمانه يحبه الله ويعينه ويسانده. قال تعالى: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا) [النساء: 146]. أضف إلى معلوماتك محمد الفاتح * مولده: - ولد "بأدرنة" بتركيا في 26 من رجب سنة 833هـ ، الموافق 20 أبريل سنة 1429م. * شيوخه وأساتذته: (أ) الملا أحمد بن إسماعيل الكوراني وهو أول أستاذ درسه، وهو الذي حبب إليه العلم، وحفّظه القرآن الكريم كله. (2) الشيخ ابن التمجيد وكان إلى جانب صلاحه وتقواه شاعرًا حسن النظم بالعربية والفارسية. (3) الشيخ سراج الدين الحلبي. * اللغات التي يجيدها: لغته التركية، وكذلك العربية والفارسية واللاتينية والإغريقية والسلافية وبعضًا من الإيطالية. * صفاته: كان السلطان محمد الفاتح قمحي اللون، متوسط الطول متين العضلات، كثير الثقة بنفسه، ذا بصر ثاقب وذكاء حاد ومقدرة على تحمل المشاق، يحسن ركوب الخيل واستعمال السلاح، ندر أن أدى صلاة في غير مسجد جامع، يريد بذلك التقرب من الله -سبحانه- وأن يوفق للعمل للإسلام، كان محبًّا للتفوق، سريعًا في فهم المواقف، يحسن معالجة الأمور، كبير اليقظة، بعيد النظر، وكان محبًا للعلماء ورجال الأدب، ولا يخلو مجلسه من ندمائه الأدباء والشعراء والفلاسفة ورجال الدين. * أعظم أعماله: القضاء على الدولة البيزنطية وفتح مدينة القسطنطينية وكذلك توطيد دعائم الخلافة العثمانية. فقد انتصر في العديد من المعارك، وقنن القوانين، وعمل على استقرار الحياة الداخلية، وأشاع الأمن والطمأنينة بين المسلمين. * مدة حكمه: إحدى وثلاثون سنة. * من أقواله العظيمة: نصيحته لولده وخليفته من بعده: - "ها أنذا أموت، ولكني غير آسف لأني تارك خلفًا مثلك، كن عادلاً صالحًا رحيمًا، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الإسلام، فإن هذا هو واجب الخلفاء في الارض، وقدِّم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر، وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرضونك عليها. وسع رقعة البلاد بالجهاد، واحرس أموال بيت المال من أن تتبدد، وإياك أن تمد يدك إلى مال أحد من رعيتك إلا بحق الإسلام، واضمن للمعوزين قوتهم، وابذل إكرامك للمستحقين، وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة؛ فعظم جانبهم وشجعهم، وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك، وأكرمه. رحمه الله تعالى
صغير أصحاب الغار قصة اليوم هذه من أجمل القصص التي قرأتها، وهي قصة حكاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورواها البخاري ومسلم، وتتمثل فيها قيم وأخلاق حسنة كثيرة، كالصدق والإخلاص والأمانة والوفاء والبر والإيمان. ففي يوم من الأيام.. كان ثلاثة رجال يسيرون في طريق، فأمطرت عليهم السماء، ودخل عليهم الليل، فاضطروا إلى أن يدخلوا غارًا للمبيت فيه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدّت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم. قال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق -أي: لا أقدم في شرب اللبن الذي أحلبه- قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي -أي: بَعُدَ بي- طلب الشجر يومًا فلم أرح -أي: أرجع- عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فبتُّ والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون -أي: يصيحون من الجوع- عند قدميّ، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة. فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عمٍ كانت أحب الناس إليَّ، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألمَّت بها سنة من السنين-أي: أصابها فقر- فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعَلَتْ، حتى إذا قدرتُ عليها قالت: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه -أي: لا تفعل ذلك إلا بعد الزواج-، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ، وتركت المال الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة قليلاً، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله، أدِّ إليّ أجري. فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله، لا تستهزئ بي. فقلت: لا أستهزئ بك. فأخذه كله فاستاقه -أي: أخذه كله- فلم يترك منه شيئًا، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون. وكانت أعمالهم الصالحة سببًا في إنقاذهم من الموت داخل الغار. أضف إلى معلوماتك أحمد بن حنبل - هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني - من كبار المحدثين وأحد أئمة الفقه الإسلامي وصاحب المذهب الحنبلي. - ولد في بغداد عام (164هـ - 780م) - توفي والده قبل ولادته بشهور. - تولى أمره ورعايته بعد ولادته أمه وعماه "عبد الله بن حنبل، وإسحاق بن حنبل". - حفظ القرآن وهو صغير. - حفظ الحديث وعلومه على يد شيخه "أبي يوسف" تلميذ أبي حنيفة وكذلك (هثيم بن بشير السلمي). - خرج من بغداد لطلب العلم عام (186هـ - 802م) قاصدًا البصرة والحجاز. - التقى في الحجاز بالإمام الشافعي ولازمه وأخذ عنه فقهه وأصوله وعرف فضله، وكان يقول عنه: "يرحم الله الشافعي، ما أصلي صلاة إلا دعوت لخمسة هو أحدهم ما يتقدمه منهم أحد". - كان معروفًا بذاكرته القوية الواعية، وكان يقوم بحفظ أحاديث النبي وفتاوى الصحابة والتابعين، وكان يتفهم ذلك كله تفهمًا تامًا ويفقهه. - كان مشهورًا بصفات عظيمة مثل: الصبر والجلد والزهد والورع والإخلاص في العمل والاقتداء التام بكل ما يصدر عن النبي من أقوال وأفعال. - في عام (218هـ - 833م) تعرّض لمحنة قاسية حين أعلن "المأمون" دعوته إلى القول بخلق القرآن، وحمل الناس على قولها قهرًا، وسجن في عهد "المعتصم" حوالي 28 شهرًا. - ومن مؤلفاته: المناسك الكبير، والزهد، والناسخ والمنسوخ، والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى.ر - والمسند وهو أكبر كتبه وأهمها بل هو أكبر دواوين السنّة؛ حيث يحتوي على أربعين ألف حديث استخلصها من 750 ألف حديث. - توفي في 12 من ربيع الآخر 241هـ- 30 أغسطس 855م، وعمره 77 عامًا ، ودفن في بغداد رحمه الله تعالى رحمة واسعة ورضي عنه | |
|
amouna مشرف
عدد المساهمات : 98 نقاط : 420 تاريخ التسجيل : 23/08/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: ليلة القدر خير من ألف شهر السبت سبتمبر 12, 2009 5:36 pm | |
| شكرا لك على هذا موضوع رائع | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 102 نقاط : 952 تاريخ التسجيل : 14/08/2009
| موضوع: رد: ليلة القدر خير من ألف شهر الأحد سبتمبر 13, 2009 11:47 pm | |
| شكرا لمرورك الآنسة الكريمة | |
|
الزعيم عضو جديد
عدد المساهمات : 9 نقاط : 9 تاريخ التسجيل : 16/09/2009 الموقع : الحياة الدنيا حاليا
| موضوع: رد: ليلة القدر خير من ألف شهر الأربعاء سبتمبر 16, 2009 7:29 pm | |
| موضوع مميز رغم طوله شكرا جزيلا لكم | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 102 نقاط : 952 تاريخ التسجيل : 14/08/2009
| موضوع: رد: ليلة القدر خير من ألف شهر الأحد سبتمبر 20, 2009 1:23 am | |
| شكرا لمرورك العضو المميز زعيم بارك الله فيك وجعلك نورا على المنتدى | |
|